اسطورة رجال الصحراء ....
بين حبات الرمل الصغيرة تنام اسطورة الرجال الدفينة ...
وعلى اعتاب الواحة يبدأ المشوار فى خطوة ...
صحراء قاحلة وقرص كبير فى السماء يشع بوهج قوى ....شمس
حارقة رسمت وطبعت الوانها الساحرة على بشرتة السمراء
الملفحه...
ترجل من فرسة.. بقوة وعانقت قدماة الارض...وكانه يعود
اليها بجسدة القوى وبملابسة الزرقاء .............. انة
رجل من الصحراء ..
فى غمدة ينام خنجر ذو مقبض اسود جميل المنظر كتابات
عربية بأحرف من ذهب ...فرسة داحس وقد دحس الصحراء
بحوافرة العربية الاصيلة بفخر .. وعلى كتفة يرتاح صقر ذو
عيون ثاقبة ..
وجهه ملثم لا يظهر منة الا عينان سوداوان كظلامة ليل بلا
قمر ...حماية من الكثبان ومن حبات الرمل التى كونتة ...
كرجل وكأبن لصحراء والواحة ...
نظرات حادة دلت عن عيونا خبرت الصحراء
بكل اسرارها .. بصمتها ..وبحديثها لشمس والرياح و القمر
بمعالمها وتضاريسها ....وكل حبة رمل كونت مايسمى بصحراء
الكبرى التى غطت ووطغت وتربعت على عرش العالم كأكبر
صحراء بسحرها وجمالها ومساحاتها الشاسعة ..برغم غموضها
... خبرها ...بعيون وقلب ابن الشمس احبها وعشق كثبانها
...
فالصحراء لغة لا يفهمها الا رجال خبروها ... رجال فى
ترحال دائم يخضون معارك اسطورتهم الشخصية رجال خلقو
ليغادرو الديار والواحة ونسائهم الى الصحراء الواسعه
...ليتعلمو عن الحياة درسا يبدؤ به مشوارهم فى اسطورتهم
الشخصية ...
لغة تبدا بالصمت ...والاستماع الى الاشارات التى تبعثها
الصحراء ..من حديث الطيور الى الرياح الى حديث النفس ..
والتأمل ..
ترك الجمال .. لانها مخادعة ..انها لا تنبى راكبها متى
تضعف ومتى تموت من العطش ... وفجأة ! وسط الصحراء
المصفرة تخر وتتعب وتنهار فتموت ...
اختار الجواد حينها ...
لقد علمتة الصحراء ان يسكت كل شىء فية ... وان يستمع
الى حوارها ..اجبرته ان يستمع الى نفسه الاصيلة ..
فيّّّّّّّّّّّّّخبرها ... اجبرته ان يعيش ويتامل يتعلم
...لغة رجال الصحراء....
ورجال الصحراء ليسو كاى رجال ...
ففيهم نرى ونشعر بروح الصحراء ..ودمائهم حارة كشمس
الصحراء الحارقة ..اما عن كلماتهم فهى و ميثاق رجال عرفو
بجسارتهم وقوتهم وصبرهم وخبرتهم ونظرتهم العميقة وقلة
الكلامهم وايمانهم الراسخ وحبهم لصحراء ..
خطابات بين الصحراء وابن البادية ترشدة الى طريقة وتعلمه
البقاء على قيد الحياه وسط كثبان الرمال والسماء
...اشارات ان نبهها انقذتة وان لم يلحظها فهو فى خطر
محدق
هاقد طار الصقر وغاب فى الافق ...وغاب .. لحظات قصيرة
وعاد ويحمل معة طريدة ... من الصحراء ..
وهبته اياه !
من بحر الرمال ومن براثينها تجثم الطريدة بين يدى ابن
الواحة ورجل الصحراء منوهه على وجود واحة قريبة ..
انها اشارة من الصحراء ....
وها قد خبر اشاراتها ... ورغم ذلك فهو يعلم ان لا امان
فى الصحراء ...
وبغض النظر عن ذلك فقد احبها شغفها فهو ابنها رغم
صفيرها فى ليال مظلمة وزمهريرها فى الشتاء وحرارتها
المرتفعة فى الصيف ..فهى شغفه فاليها يذهب ولها يعود...
فهى التى علمتة البحث عن اسطورتة الشخصية ...
هى التى ارشدتة الى نفسة الدفينة ...هى التى اغدتة فارسا
مغوارا ...
هى كل ما يحلم به الباحث عن اسطورتة الشخصية .....